تستيقظ من النوم وأنت تفكر في شيء واحد فقط، قهوتك!
يدور صباحك حولها ولا يبدأ يومك دونها، تتخذ منها هدفًا كل صباح تعتاد على مذاق معين منها تظبط كل مقاديرك حتى تصل إلى تركيبتك المثالية مع بعض التغيير من حين لأخر كسرًا للملل لكن بالتأكيد لا تمل منها أبدًا.
لكن ماذا لو استيقظت في يوم لتنظر في إناء قهوتك لتجده فارغًا، كيف لم تلحظ ذلك؟ تنزل من بيتك تحاول شراء ما يعينك على إكمال الطرق إلى عملك لكن كل أماكن القهوة قد فرغت هي أيضًا ماذا يحدث؟ هل بالفعل هذا ما يحدث؟ لقد فرغ العالم من القهوة!
في الواقع، ونظرًا للظروف البيئية والاقتصادية الحالية فهذا متوقع في عام 2080!
محصول القهوة يعد من أصعب المحاصيل في الزراعة والحصاد نظرًا لفارق الوقت بينهم حيث تستغرق حبة القهوة من 3 ل 4 سنوات حتى تكون صالحة للاستخدام، بالطبع الفترة الطويلة ستجعلها غير محبذة من قبل المزارعين لكن هذا كان يُعوض بالطلب الكثير عليها حتى عام 2001؛ في هذا العام حدثت أزمة محصول القهوة الكبرى حيث هبط هامش ربح المزارعين عن تكلفة زراعة المحصول لذا النتيجة المنطقية كانت ابتعادهم عن زراعتها، لكن شركات القهوة الكبرى لم تقف ساكتة! تصرفت معظم الشركات الكبرى وعوضت هذا الفارق بدفع وتعويض المزارعين بالقدر الذي يناسبهم، لكن ماذا لو تكرر الأمر هل تستطيع شركات القهوة التصرف في حينها ايضًا؟
سبب آخر يؤثر على العالم كله ويؤثر على محصول القهوة؛ وهو التغير المناخي الشديد الذي يحدث للكرة الأرضية، فحسب الدراسات، ستزيد حرارة الأرض 2 أو 3 درجة مئوية مما سيزيد من صعوبات 25 مليون مزارع حول العالم يعملون ويعتمدون بشكل رئيسي على محصول القهوة.
السبب الثالث لاختفاء القهوة عام 2080 هو استهلاك الإنسان نفسه للقهوة، يزيد استهلاكنا للقهوة بنسبة 2.5 بالمئة كل عام، وبافتراض أفضل الأحوال، إنتاج العالم من القهوة يسكون كام هو كل عام، بحسبة بسيطة سنجد أن في خلال 4 سنوات سيكون فرق الإنتاج والإستهلاك يصل لعجز 10 بالمئة!
بالطبع يوجد حلول، لكن هل ستفيد حقًا أم أنها ستطول المدة لا أكثر؟!
