"

الدراسة المنزلية، وآثارها

عبدالرحمن يسري

منوعات

الدراسة المنزلية، وآثارها


مع بداية كل عام دراسي يتمنى كل الأطفال لو كان لا يوجد مدرسة أو أن يتعلموا من البيت ولا يحتاجوا للذهاب إلى المدرسة، لكن ماذا لو أمنيتهم أصبحت حقيقة وتعلموا من البيت بالفعل؟ ماذا سيختلف وكيف سيؤثر ذلك على حياتهم وحياة العائلة معهم؟ هل سيشكل فرق كبير في شخصيتهم؟ وإذا كانت الإجابة بنعم! هل سيكون فرق سلبي أم إيجابي لهم؟ مع العلم أن نظام التدريس في البيت متواجد في دول كثيرة ومنتشر في مناطق معينة من العالم حيث يتخطى رقم الدارسين من البيت عدد الملحقين بالمدارس بأضعاف وأضعاف!


قد تختلف الأسباب التي تدعو الأهل تفضيل التعليم المنزلي على المدرسة، فمنهم من يكون لديه مشاكل مع عدد الأطفال الضخم الذي يتواجد كل عام في المدارس، فقد يظن أن طفله لن يحظى بالرعاية اللازمة لإخراج كل ابداعاته وقدراته أو الخوف من أن يحدث له مكروه بسبب قلة الاهتمام والرعاية من جانب إدارة المدرسة، ومنهم من يكون لديه ملاحظات كبير على المناهج الدراسية نفسها فيُفضل أن يدرس طفله في المنزل حتى لا يكون تحت سيطرة مصدر واحد للمعلومة وطريقة واحدة لشرحها، مما يأخذنا هنا للمناهج الدراسية نفسها وطريقة اختيارها للمراحل السنية المختلفة في المدارس.

الحكومة أو وزارة التعليم هي المسئولة الوحيدة عن اختيار وكتابة المناهج الدراسية المختلفة، بالطبع توكل الحكومة هذه المهمة لعدة أكاديميين لينجزوها وهو ما يحدث بالفعل. لكن ما يظنه هؤلاء الأكاديميون انه مناسب لطفلك قد تظنه أنت أنه مضيعة لوقته ووقتك أيضًا، رغم أنهم أشخاص ذو ثقل أكاديمي وخبرة كبيرة لكن المسألة في أخر المطاف نسبية، لذا قد يلجأ بعض الأهالي لتفضيل تعليم أطفالهم في المنزل عن المدرسة.


العزلة تأثيرها كبير وخطير على أي شخص، وعندما تكون هذه العزلة في مرحلة مبكرة من حياته قد تؤدي إلى تأثيرات كبيرة على حياته في المستقبل، وهو ما يحدث عادة مع معظم الأطفال الذين يتعلموا بمنزلهم!

اختلاط الأطفال ببعضهم يزيدهم ثقة في أنفسهم، يزيد من سرعة تعلمهم ويجعلهم مفتوحين و متقبلين للعالم من حولهم، على العكس تمامًا يحدث عندما يتعلمون بالمنزل؛ فعندما يحين الوقت للخروج من حيز الدراسة والبدء في مواجهة العالم الحقيقة يصابون بصدمة كبيرة نظرًا لقلة انخراطهم مع المجتمع أثناء طفولتهم، لكن بالطبع هذا لا يحدث مع كل من يدرسون بالمنزل، فمبراعاة هذه النقطة وإعطاء الطفل حرية التعامل والخروج مع إلزامه برياضة معينة قد لا يواجه أي مشاكل في التواصل مع المجتمع مستقبلًا.

فتافيت تتمنى كل السعادة والنجاح لكِ ولعائلتِك.

المزيد من النصائح