"

معجزة الفول المصري!

عبد الرحمن يسري

شهي ومفيد

معجزة الفول المصري!


الصُدف السعيدة قد تأتيك بأمرٍ يستمر معك يوم، شهر أو حتى سنة، لكن أن يستمر قرون و قرون من الزمن فهذا أمر لا يجب أن يندرج تحت بند الصُدفة حتى و إن كانت سعيدة بل هو معجزة ... معجزة الفول المصري!


بدأ الأمر بشخصٍ يوناني يدعى "ديموس" يمتلك مكان لحرق القمامة وهو بالطبع ما ينتج عنه حرارة فائقة كان يرى "ديموس" أن هذه الحرارة تُهدر بلا داعي و أنه يجب أن يستغلها في أمرٍ ما، أمرٍ لم يعرفه حتى أتته هذه الفكرة العبقرية، وهي الفول، جمع بعضًا من حباته صاحبة أقوى و أقسى قشرة خارجية لأي حبوب على وجه الأرض، وضعهم في قماش و تركهم في الحرارة الناتجة من هذا المكان و كانت هي!


نضج الفول حتى أصبحت قشرته لينة ومناسبة للأكل و الهضم كما أصبح قلب الحبّة نفسها ناضجًا وسهل مضغه وأكله بسهولة ليكتشف الخواجة "ديموس" الفول "المدمس".


كان قبل ذلك يأخذ وقتًا طويلًا في التسوية مما كان يؤخر كلًا من ما لا يستطيعوا بداية يومهم إلا بوجبة فول مُعتبرة، ومنذ ذلك الوقت أصبح موقد "ديموس" هو مقصد كل أصحاب عربات الفول.


يتمتع الفول بشعبية جارفة في الوطن العربي خصوصًا مصر –البلد الأم له- و السودان و يسمونه هناك -البوش-، بالطبع انتشر في بلادٍ أخرى لكن تظل غالبية شعبيته في الوطن العربي ومصر تحديدًا.

فلا يبدأ أي صباح إلا و يكون سؤال وحيد يدور في رأس كل شخص؛ ماذا سأفطر؟

بالنسبة للمصري فهو سؤال لا يحتاج للإجابة عليه ،فهي حاضرة وموجودة كل يوم وفي كل مكان سواء كانت في المطاعم أو حتى الشارع و هي الفول بالطبع!

تعدد طرق طبخه وأكله بالنسبة لذوق كل شخص و في أي مدينة يعيش حيث أن لكل مدينة مصرية طريقة معينة تشتهر بها هي فقط في طبخ الفول وهذا نتيجة أن الفول يتواجد في مصر منذ زمن القدماء المصريين حيث كانوا يستخدموه بديلًا للبروتين الحيواني لكن قشرته القاسية كانت دائمًا ما تكون معوق لذلك لكنهم كانوا دائمًا ما يجدوا الحل لجعله قابل للأكل كما وجد "ديموس" الحل لتسريع عملية تسويته كما وجدنا نحن الحل لأكله بطريقه أسهل وهي نزع قشرته أو هرسه تمامًا ليكون قابل للأكل ومن هناك إلى هنا يبقى الفول المصري معجزة حية تستحق النظر لها بإعجاب واحترام.


المزيد من النصائح