"

معتقدات غذائية خاطئة في شهر رمضان

شيماء المقدم

هلا رمضان

معتقدات غذائية خاطئة في شهر رمضان


• المعتقد الخاطىء: الجسم يحتاج إلى الحلويات أثناء الصيام

 خلال ساعات الصيام يهبط السكر في الدم بسبب امتناع الصائم عن الطعام والشراب مما يجعله يشتهى الحلويات، الا أن هذه الرغبة هي ليست متعلقة بحاجة حقيقية في الجسم وإنما تنتج كرد فعل نفسي وفيسيولوجي لهبوط السكر في الدم. وإذا امتنع الصائم عن شراء الحلويات خلال ساعات الصيام سيجد أن هذه الحاجة "للحلو" تزول بعد تناول وجبة الإفطار لأن جميع النشويات تتحلل في النهاية إلى سكريات بسيطة فترفع من مستوى السكر في الدم إلى معدلات مريحة للجسم. وفيما يلي لائحة بالأغذية الغنية بالنشويات التي تتحلل إلى سكر في الدم:

الفواكه

- الحبوب، مثل الخبز، الأرز، البرغل، الفريكة، المعكرونة، الذرة الصفراء

- الخضار النشوية، مثل البطاطا، الجزر، البنجر، البصل

- البقوليات، مثل العدس، الحمص، الفول، الفاصوليا البيضاء

- الحليب واللبن

ويشار أنه من الأفضل الحصول على السكر عن طريق المجموعات الغذائية الطبيعية الغنية بالنشويات وليس عن طريق الحلويات وذلك لأن الأغية المذكورة سابقا توفر للجسم كم وافر من المعادن والفيتامينات واالمواد الغذائية الأخرى الهامة مثل البروتين، عكس الحلويات المحمّلة بالدهون والسعرات الحرارية العالية والتي تشكل عبئا كبيرا على الهضم بالإضافة إلى الأضرار الصحيّة الأخرى.

النصيحة: تجنّب الحلويات الدسمة واستبدلها بحلويات سهلة الهضم مثل الفواكه المجففة، هريس التفاح، الشوكولاتة 70% كاكاو، المهلبية، السحلب، البوظة المخفّضة الدسم

• المعتقد الخاطىء: وجبة الإفطار هي الوجبة الرئيسية في رمضان

هل السحور هو فطور مبكر أم عشاء متأخر؟ هل الإفطار هو وجبة غذاء متأخرة أم عشاء؟ في الحقيقة أنه في شهر رمضان يحدث تغييرات كبيرة في مواعيد الوجبات وطبيعتها، فيفقد الصائم إحساسه بوجبة الفطور والغذاء والعشاء. ويخطأ الكثير من الصائمين عندما يظنون أن وجبة الإفطار هي الوجبة الرئيسية التي يتناولون فيها الأطباق الدسمة. وحقيقة الأمر هي أنه بالنسبة للجهاز الهضمي، إن وجبة الإفطار هي الفطور بينما السحور هو العشاء. أما وجبة الغذاء فهي الوجبة التي تأتي بينهما والتي يمكن تناولها ساعتين بعد وجبة الإفطار. وبهذه الطريقة المريحة للجهاز الهضمي، يتناول الصائم في الإفطار وجبة خفيفة سهلة الهضم تكون بمثابة منبه للجهاز الهضمي، ويمكن أن تتكوّن من الماء، حصة من الفواكه، سلطة، شوربة خضروات، القليل من الخبز مع الحمص أو الجبن.

أما وجبة الغذاء التي تليها، فهي "وجبة الغذاء" التي تتكون من الطبق الرئيسي، مثل السمك أو الدجاج أو اللحمة، الخضروات المطبوخة، الأرز أو البرغل أو المعكرونة. ويتميّز هذا التقسيم بالتناغم التام مع الجهاز الهضمي فيحميه من التلبك والإرباك والإعياء الناتج عن تناول وجبة رئيسية في موعد الإفطار.

النصيحة: تناول وجبة صغيرة وسهلة الهضم في موعد الإفطار وانتظر لتجوع مرة أخرى كي تتناول الوجبة الرئيسية

• المعتقد الخاطىء: وجبة السحور هي اختيارية

يتنازل الكثير من الصائمين عن وجبة الإفطار بحجة أنهم لا يشعرون بالجوع في موعد السحور. والصحيح أن وجبة السحور تعتبر أساسية في البرنامج الغذائي للصائم حيث أنها تساعد الجسم في تحمّل الإنقطاع عن الطعام والشراب لساعات طويلة إلى أن يحين موعد الإفطار. وينصح أن تتكوّن وجبة السحور والتي تعادل وجبة العشاء في اليوم العادي بالخبز، بيضة مسلوقة أو أجبان غير مالحة قليلة الدسم، الخضروات، كوب من الحليب أو اللبن، حصة من الفواكه، والماء. وينصح بالامتناع عن تناول الأغذية المالحة في وجبة السحور لأنها تسبب العطش فيما بعد، وكذلك الامتناع عن السكريات البسيطة مثل الحلاوة أو المربى أو العسل أو العصير لأنها ترفع من مستوى الإنسولين في الجسم مسببة شعور بالجوع الشديد فيما بعد بسبب الإنخفاض السريع في مستوى السكر في الدم.

النصيحة: واظب على وجبة السحور واهتم أن تكون صحيّة

• المعتقد الخاطىء: يحتاج الصائم إلى تشكيلة كبيرة من الأطباق لتعويض ما فاته من وجبات

إن استهلاك أطباق متعددة في الوجبة الواحدة يشكّل عبئا على الجهاز الهضمي، الأمر الذي قد يتسبب بانتفاخات وسوء الهضم، ارتخاء وكسل بعد الوجبة. لتسهيل عملية الهضم يحتاج الصائم إلى التقيّد بطبق رئيسي واحد يتكوّن من:

- الحبوب، مثل الأرز أو البرغل أو الفريكة أو البطاطا

- البروتين، مثل العدس أو اللحمة أو الدجاج أو السمك

- الخضروات المطبوخة مثل الملوخية أو البامية أو الفاصوليا الخضراء

ومن الجدير بالذكر أن تناول أطباق مختلفة في آن واحد يسبب ازدحام في الجهاز الهضمي ويقلل من نسبة امتصاص الفيتامينات والمعادن من الأمعاء إلى مجرى الدم. من أجل امتصاص أفضل للمواد الغذائية، من المهم تقسيم الوجبات

النصيحة: تناول كل يوم طبق رئيسي واحد فقط يحتوي على الحبوبـ البروتين، والخضروات المطبوخة

الصيام والعطش:

أولًا: شرب كميّات عالية من الماء عند السحور يعطي شعورًا بالارتواء!

الحقيقة عكس ذلك أبدًا، عند دخول كميّات كبيرة من الماء إلى الجسم دفعةً واحدة، يعطي الدماغ أوامرًا للكلى بضرورة التخلّص منها سريعًا، بعد ساعات قليلة من السحور؛ ما يؤدي لتقطّع نوم الصائم نظرًا لحاجته للذهاب للحمّام.

ثانيًا: شرب الماء أثناء الطعام يساعد على الهضم!

شرب الماء أثناء الطعام يمنع افراز اللعاب في الفم، فلا يمتزج اللعاب الذي يعمل على تحليل الطعام مع الطعام، فيصعُب هضمها ويقل انتفاع الجسم منها. فلا تشرب الماء إلّا بنسبة قليلة أثناء الطعام.

ثالثُا: شرب الماء بعد الطعام يساعد على الهضم!

بالعكس، بل أن شرب الماء بكميّة كبيرة بعد الطعام يعيق هضم الطعام، ذلك أن العُصارة المعديّة تتعلّق بنسبة المياه في المعدة، وهي التي تعمل على تفكيك الطعام. فلا تشرب الماء بعد الإفطار مباشرةً الا لترتاح من العطش.

رابعًا: كثرة شرب المياه تؤدّي إلى السمنة!

أظهرت دراسات حديثة، أن للماء دورًا أساسيًّا نحو تخفيف الوزن، إذ أنه يعمل على فرز هرمونات نورأدرينالين المساهم بشكل مباشر من نشاط الجهاز العصبي، ما يعني زيادة حرق الدهون وبالتالي التخلّص من الوزن الزائد.

خامسًا: شرب الماء المثلّج عند الإفطار يقضي على العطش!

أثبتت دراسات حداثة أن الإكثار من شرب الماء المثلّج عند الإفطار يؤثر بشدة على المعدة، حيث يقلل كفاءة الهضم؛ ما يؤدّي إلى انقباض الشعيرات الدموية وبالتالي يُحدث بعض الاضطرابات الهضمية، ولهذا يجب أن تكون درجة الماء معتدلة أو متوسطة البرودة، وأن يشربها الصائم متأنيا، وليس دفعة واحدة.

سادسًا: العصائر عالية تركيز السكّر تقضي على العطش!

هذا الادّعاء غير صحيح أبدًا، إذ أن كميّات السكّر العالية تعمل على إدرار البول، وحاجته بالتالي للدخول للحمّام، وفقدانه كميّات من الماء هو بحاجة لها، ما يزيد من شعوره بالعطش!


المزيد من النصائح